غوغل تدمج الإعلانات في “الوضع الذكي” لنتائج البحث

0

في تطور جديد قد يعيد تشكيل طريقة تفاعل المستخدمين مع الإنترنت، أعلنت شركة غوغل عن إدماج الإعلانات التجارية داخل “الوضع الذكي” لنتائج البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي الخطوة التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط التقنية والإعلامية.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن كشفت غوغل عن تحقيق أرباح ضخمة تجاوزت 66 مليار دولار في الربع الأول من سنة 2025، ما يعكس نجاحًا ماليًا متزايدًا يعزز طموحات الشركة نحو توسيع رقعة الابتكار والهيمنة الرقمية.

الإعلانات داخل الردود الذكية

وفقًا لغوغل، فإن الإعلانات ستظهر “عند الاقتضاء” ضمن الردود التي يتم توليدها تلقائيًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعني دمجًا مباشرًا بين المحتوى الإعلاني والمعلومة المفترضة. وتؤكد الشركة أن هذه الخطوة تهدف إلى تقديم نتائج “أكثر صلة وسياقًا” للمستخدمين.

لكن هذه السياسة الجديدة تثير تساؤلات عميقة حول مدى تأثير الإعلانات على حيادية نتائج البحث، وعلى إمكانية تفضيل معلنين على حساب مصادر معلومات مستقلة.

قلق بين الناشرين والمستخدمين

عدد من الناشرين والمواقع الإخبارية المستقلة عبّروا عن قلقهم من هذا القرار، معتبرين أنه قد يؤدي إلى تقويض مصادر دخلهم نتيجة تناقص عدد الزيارات، بعد أن تصبح الردود الفورية المولدة بالذكاء الاصطناعي شاملة للإجابة والإعلان في آن واحد.

أما المستخدمون، فقد أبدى كثيرون منهم تخوفهم من تراجع مصداقية المعلومات، خاصة إذا لم تكن هناك شفافية كافية في تمييز المحتوى الإعلاني عن الردود الحيادية.

استراتيجية توسعية؟

يرى خبراء أن غوغل تمضي قدمًا في استراتيجيتها لتكثيف الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في جميع خدماتها، لكنهم يحذرون من خطورة تحويل الذكاء الاصطناعي إلى منصة تسويقية تُدار بمعايير الربح قبل المعلومة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه غوغل لتعزيز موقعها الريادي عالمياً، تبقى مسألة الثقة في نتائج البحث – والتي كانت لعقود ركيزة سمعة الشركة – على المحك، وهو ما قد يستدعي تدخلاً تنظيمياً أو ضغطًا مجتمعياً لحماية شفافية الفضاء الرقمي.