في حادثة أثارت جدلا واسعا في روسيا، ألقت السلطات الأمنية في إقليم “ستافروبول” القبض على أربعة طلبة مغاربة يدرسون في السنة الأولى بكلية الطب والصيدلة، بتهمة تورطهم في جريمة قتل راح ضحيتها رجل أربعيني عُثر عليه ميتًا في غابة قرب قرية “ساناميرا”.
وكشفت لجنة التحقيقات في الإقليم أن الضحية كان تاجر مخدرات، وأن الجريمة جاءت بناءً على طلب تصفية تلقاه الطلبة عبر شبكة الإنترنت المظلم المعروفة بـ”دارك ويب”، مقابل مكافأة مالية.

تكشف هذه الواقعة عن ظاهرة جديدة تتداخل فيها التكنولوجيا الحديثة مع الجرائم التقليدية، حيث أصبح “الدارك ويب” منصة تسمح بارتكاب جرائم معقدة ومنظمة، تشمل تكليف أشخاص بتنفيذ عمليات اغتيال مقابل أموال. وبحسب التحقيقات، فإن الطلبة المغاربة الذين كانوا يحضرون لمستقبل مهني في المجال الطبي، تورطوا في نشاط إجرامي بعيد تمامًا عن تخصصهم، ما يطرح تساؤلات حول تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تدفع شباباً مثقفين للتورط في مثل هذه الجرائم الخطيرة.
وتثير هذه القضية مخاوف حول مدى الرقابة الأمنية والقانونية على الإنترنت المظلم، ومدى قدرة الجهات المختصة على مواجهة هذه الجرائم العابرة للحدود التي تستغل ضعف الأفراد وحاجتهم المالية. كما تستدعي ضرورة تكثيف التعاون بين الدول لتتبع مثل هؤلاء المشتبه بهم الذين قد يصبحون أدوات في شبكات إجرامية دولية تستغل التكنولوجيا لتوسيع نشاطها بشكل خطير.