نُظّم بمدينة تطوان، في فضاء نادي المحامين، مؤتمر متميز حول حماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني، جمع ثلة من الأكاديميين، والمهنيين، والفاعلين الاقتصاديين والقانونيين، في لقاء فكري ومهني رفيع المستوى، لمناقشة التحديات التي تفرضها الرقمنة في المغرب، والفرص التي تتيحها في ظل التحول المتسارع نحو العالم الرقمي.
هذا الحدث يعكس وعياً متزايداً بأهمية حماية المعلومات والبيانات في زمن أصبحت فيه الهجمات السيبرانية أحد أخطر التهديدات للمؤسسات والأفراد.
وقد تميز هذا اللقاء بحضور الدكتور أنس أبو الكلام، رئيس قسم الدفاع السيبراني بجامعة القاضي عياض، الذي قدّم مداخلة علمية سلط فيها الضوء على مستجدات الأمن السيبراني، متوقفاً عند أهمية تطوير بنية تحتية رقمية آمنة ومحصنة ضد الاختراقات. كما أشار إلى ضرورة اعتماد مقاربات متعددة المستويات، تشمل الجوانب التقنية، القانونية، والمؤسساتية، لمواكبة التهديدات المتجددة في هذا المجال، خاصة في ظل التوسع الكبير في استخدام البيانات الشخصية ضمن مختلف القطاعات.
شكل المؤتمر فرصة حقيقية لتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين، حيث تم التأكيد على أهمية التكوين المستمر في مجال حماية المعطيات، ووضع أطر قانونية مرنة ومتقدمة تتماشى مع المعايير الدولية. كما دعا المشاركون إلى تعزيز الثقافة الرقمية لدى المواطنين والمؤسسات، لضمان تحول رقمي آمن ومستدام. هذا اللقاء يؤكد أن الأمن السيبراني لم يعد ترفاً مؤسساتياً، بل ضرورة استراتيجية لحماية السيادة الرقمية للمملكة.