الغش الرقمي يربك امتحانات الباكالوريا بالمغرب رغم الإجراءات المشددة

0

رغم الإجراءات الرقمية التي تعلن عنها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تسجل امتحانات الباكالوريا بالمغرب اختراقا متواصلا لمنظومتها الرقابية، حيث غزت صور أوراق الامتحانات مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأولى لانطلاق الدورة العادية.

هذه التسريبات، التي تُنشر غالباً عبر تطبيقات التراسل الفوري مثل “واتساب” و”تيلغرام”، ثم تنتشر على منصات مثل “فيسبوك” و“إنستغرام”، تثير جدلاً واسعاً حول فعالية الآليات الرقمية المعتمدة لمحاربة الغش.

اللافت أن المجهودات الرسمية المكثفة، بما في ذلك مراقبة مداخل المؤسسات، استعمال أجهزة كشف الهواتف، وتشديد الرقابة الإلكترونية، لم تمنع بعض الصفحات والمجموعات الرقمية من مشاركة محتوى الامتحانات، حيث ظهرت صور واضحة لأسئلة اللغة العربية مرفقة بطلبات للأجوبة في التعليقات. هذه الظاهرة تعكس نوعاً من التنظيم الرقمي الموازي الذي يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول القدرات السيبرانية للمنظومة التربوية ومدى مواكبتها لأساليب الغش الجديدة.

في هذا السياق، يبرز غياب استراتيجية رقمية شاملة ترتكز على الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وتقنيات التتبع السيبراني، كأحد العوامل الأساسية في استمرار هذه الخروقات. ورغم أن الوزارة تعمل سنوياً على تطوير منظومتها المعلوماتية، إلا أن التحديات المرتبطة بالأمن السيبراني والتعليم الرقمي تفرض التفكير في حلول أكثر تطوراً، تتجاوز الإجراءات التقليدية، وتستبق محاولات الاختراق بمنهجية رقمية استباقية قادرة على مواكبة السرعة التي يتحرك بها الغش الإلكتروني.