الصين تطلق أول شبكة تشفير كمومي

0

في خطوة رائدة نحو تأمين الاتصالات في عصر الحوسبة الكمومية، نجحت الصين في تطوير أول نظام تشفير كمومي قادر على تأمين نقل البيانات لمسافة تزيد عن 1000 كيلومتر عبر شبكة ألياف ضوئية. هذا النظام يعتمد على تقنية توزيع المفاتيح الكمومية (QKD)، التي تستند إلى المبادئ الأساسية لميكانيكا الكم، حيث يتم توليد المفاتيح المشفرة باستخدام فوتونات مفردة، ما يجعل اكتشاف أي محاولة اختراق أمراً فورياً، ويحول دون التجسس أو التلاعب بالمعلومات دون أن يكشف الأمر.

الابتكار الصيني يعتمد على بروتوكول يعرف بـ “الإرسال أو عدم الإرسال” (SNS-TF-QKD)، وهو تطور نوعي في أداء شبكات التشفير الكمومي، إذ يتيح تحقيق أمان عال لمسافات طويلة دون الحاجة إلى عقد وسيطة أو محطات تقوية. وقد تم تعزيز النظام باستخدام كواشف فائقة الحساسية وألياف ضوئية منخفضة الفقدان، ما مكن الفريق البحثي من كسر حاجز المسافة الذي طالما كان عائقاً أمام الاستخدام العملي لهذه التقنية. يُعد هذا التقدم مؤشراً على اقتراب عصر “الإنترنت الكمومي” الذي سيوفر طبقة جديدة من الأمان لا يمكن اختراقها حتى من قبل الحواسيب الكمومية الأكثر تقدما.

وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية شاملة تتبناها الصين لتأمين البنى التحتية الرقمية في مواجهة التهديدات المستقبلية التي تفرضها تقنيات فك التشفير الكمومية. في هذا السياق، تسعى الصين إلى إنشاء شبكة كمومية على مستوى الدولة، وربما العالم، تتيح إجراء اتصالات فائقة الأمان بين مؤسسات الدولة والقطاعات الحساسة مثل البنوك والجيش والمراكز البحثية. ومع تزايد المخاوف العالمية من اختراقات تقودها حواسيب كمومية قيد التطوير في الغرب، تؤكد بكين من خلال هذا الإنجاز أنها ليست فقط حاضرة بقوة في مشهد الأمن السيبراني، بل تتصدره تقنيا.