الاحتيال الموسيقي في عصر الذكاء الاصطناعي: قصة مليار استماع بلا معجبين

0

في عالم الموسيقى حيث النجاح الحقيقي..تبرز قصة مايكل سميث وجوناثان هاي كحالة نموذجية للاحتيال الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي.

في البداية، شكّل الرجلان ثنائياً موسيقياً طموحاً أطلق ألبوماً بعنوان Jazz، والذي شهد صعوداً مفاجئاً إلى قمة تصنيفات Billboard، قبل أن يختفي دون أثر. لم تُسجل أي تفاعلات حقيقية من الجمهور، ما أثار شكوك هاي، الذي اكتشف لاحقاً أن زميله سميث ربما لجأ إلى أساليب غير شرعية لرفع نسب الاستماع، مثل تشغيل الأغاني عبر حسابات وهمية ومواقع بعيدة عن الواقع الموسيقي الفعلي.

اتضح لاحقاً أن سميث لم يكتفِ بالتلاعب التقليدي، بل استغل تقنية الذكاء الاصطناعي لتوليد آلاف الأغاني تحت أسماء وهمية مثل “Calm Knuckles” و”Zygopteraceae”، وقام بتشغيلها باستمرار عبر شبكة من البوتات، ما مكّنه من جني أكثر من 10 ملايين دولار في صورة حقوق ملكية. القضية التي أصبحت أول حالة احتيال موسيقي باستخدام الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، كشفت عن فجوة خطيرة في أنظمة بث الموسيقى، حيث يمكن لأي شخص لديه أدوات مناسبة أن يصنع “نجاحاً” زائفاً بلا جمهور حقيقي.

ما حدث مع سميث يمثل رأس جبل الجليد في صناعة تتعرض لاجتياح المحتوى الاصطناعي وضعف آليات الرقابة، مما يدفع بصناع الموسيقى الحقيقيين إلى الخلف لصالح من يستغلون الثغرات الرقمية. في ظل تقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى 10% من الاستماعات عبر المنصات مزيفة، فإن هذه القضية تمثل إنذاراً صريحاً لصنّاع السياسات وشركات البث بضرورة تطوير أنظمة أكثر شفافية وعدالة. فكما قال هاي، “كان لديه مليار استماع… ولا معجب واحد”.